للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمة، فمن القرآن قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة:٢٢] أي: بهيَّة مشرقة مضيئة، {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:٢٣]، أي: تنظر إلى ربها.

والفعل: (نَظَرَ) إذا عُدَّي بـ (إلى) كان معناه: رؤية البصر، فتقول: نظرت إلى كذا وكذا.

وأما (نَظَر) المتعدي بنفسه فإن معناه الانتظار، فتقول: نظرته أي انتظرته.

وأما (نَظَر) المُعَدَّى بـ (في) فإن معناه التفكر، كما قال الله تبارك وتعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} [الأعراف:١٨٥].

ومن أدلة الرؤية في القرآن قول الله جل وعلا: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:٢٦]، وجاء تفسير الزيادة: بأنها النظر إلى وجه الله الكريم (١).

ومن الأدلة من القرآن أيضاً: قول الله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق:٣٥].


(١) قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الزيادة: ((وقد روي تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم؛ عن أبي بكر الصديق، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، قال البغوي: وأبو موسى، وعبادة بن الصامت، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن سابط، ومجاهد، وعكرمة، وعامر بن سعد، وعطاء، والضحاك، والحسن، وقتادة، والسدي، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم من السلف والخلف. وقد وردت في ذلك أحاديثُ كثيرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...)) تفسير ابن كثير (٧/ ٣٥٤).

<<  <   >  >>