٤. والإيمان بأن الله خالق كل شيءٍ، {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
فالإيمان بالقدر لابد أن يشتمل على هذه الأصول والمراتب الأربع، وعلى هذا فكل ما في هذا الوجود فهو بقدر الله، وهو حاصل بتقديره، وتدبيره، وقضاءه، وحكمه، كما قال الله تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر:٤٩]، فلا يكون في هذا الوجود شيءٌ إلا ما شاءه سبحانه وتعالى، فلا خروج لشيء عن مشيئته، وعن تقديره، وعن تدبيره، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز الأمر المقدور، فالله قدَّر أحوال العباد وأعمالهم، وقدر أرزاقهم، وسعادتهم وشقاوتهم، وآجالهم، كما جاء في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((ثم يرسل الملك، فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد)) (١).
قوله:((ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد)): كما في قوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[البروج:١٦]، وقوله تبارك وتعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}[الحج:١٤]، وقوله:{إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[الحج:١٨].
قوله:((لا يكون شيءٌ إلا بإرادته)): أي: إرادته الكونية.
(١) رواه البخاري في صحيحه برقم (٧٤٥٤)، ومسلم في صحيحه برقم (٢٦٤٣).