للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إضلال العبد جعل صدره ضيقاً حرجاً، فلا ينشرح لقبول الحق، نسأل الله السلامة والعافية.

قوله: ((وروى ابن عمر أن جبريل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما الإيمان؟ قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره) قال: صدقت. انفرد بإخراجه مسلم (١))): هذا الحديث: قطعة من حديث جبريل الطويل، وفيه ذِكرٌ لأركان الإيمان، والشاهد منه قوله: ((تؤمن بالقدر خيره وشره) أي: تؤمن أن الله قدَّر مقادير الأشياء كلها، خيرها وشرها.

أما تقديره وتدبيره وحكمه سبحانه: فكله خير، فله الحكمة البالغة في خلقه لهذه الأضداد.

قوله: ((وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((آمنت بالقدر خيره وشره، وحلوه ومره)) (٢).

ومن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي علمه الحسنَ بن علي يدعو به في قنوت الوتر: ((وقني شر ما قضيت)) (٣))): هذه


(١) رواه مسلم في صحيحه برقم (٨).
(٢) أورده الحاكم بهذا اللفظ مسنداً مسلسلاً في معرفة علوم الحديث (ص ١٧٨)، والذهبي أيضاً في السير (٨/ ٢٨٧)، وقال: ((وهو كلام صحيح، لكن الحديث واهٍ؛ لمكان الرقاشي)).
(٣) رواه أحمد في مسنده برقم (١٧١٨)، وأبو داود في سننه برقم (١٤٢٥)، والترمذي في جامعه برقم (٤٦٤) وقال: ((هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبي الحوراء السعدي، واسمه ربيعة بن شيبان، ولا نعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قنوت الوتر شيئاً أحسن من هذا))، ورواه النسائي في سننه برقم (١٧٤٥)، وابن ماجه في سننه برقم (١١٧٨)، من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما، وصححه الألباني في إرواء الغليل (٢/ ١٧٢).

<<  <   >  >>