للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخرجون منها بعد أن ماتوا وصاروا حمما فحماً، ثم يلقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحِبة في حميل السيل (١).

قوله: ((ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات، قال الله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء:٢٨])): فكلهم يشفعون، وكل بحسبه.

قوله: ((ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين)): كل هذه المسائل التي ذكرها المؤلف -رحمه الله- مما يكون بعد الموت: مما يجب اعتقاده والإيمان به.

فأهل السنة والجماعة يؤمنون بكل ما أخبر الله - عز وجل - به، وما أخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت، وكل ذلك داخل تحت الإيمان باليوم الآخر، فالإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كل ما يكون بعد الموت، من فتنة القبر، وعذاب القبر، ونعيم القبر، والبعث، والنشور، وما يكون يوم القيامة من وزن الأعمال، وتطاير الصحف عن الأيمان والشمائل، ومحاسبة العباد، فكل ذلك يؤمنون به على مراد الله ومراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يبحثون عن كيفية هذه الأحداث والأمور العظيمة.


(١) رواه البخاري في صحيحه برقم (٨٠٦)، ومسلم في صحيحه برقم (١٨٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال النووي في شرحه على مسلم (٢/ ٢٤) عند هذا الحديث: ((الحبة: فبكسر الحاء، وهي بزر البقول والعشب، تنبت في البراري وجوانب السيول، وجمعها: حبب، بكسر الحاء المهملة وفتح الباء. وأما حميل السيل: فبفتح الحاء وكسر الميم، وهو: ما جاء به السيل من طين أو غثاء، ومعناه: محمول السيل. والمراد: التشبيه في سرعة النبات وحسنه وطراوته)).

<<  <   >  >>