وأيضاً ما روي أن أبا بكر والصحابة رضي الله عنهم كانوا يفرحون لغلبة الروم لفارس، والمشركون يغتمون لذلك، ويحبون أن تغلب فارس الروم.
ولم يكن ذلك إلا لأن الروم أهل كتاب وأن المجوس لا كتاب لهم.
وروى عن حذيفة أنه قال: لولا أن أصحابي أخذوا الجزية من المجوس لم آخذها منهم، لأنهم ليسوا من أهل الكتاب، وإنما أمر الله أن تؤخذ الجزية من أهل الكتاب بقوله تعالى:{قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية.
وإن احتجاجهم بالخبر فقد أجبنا عنه.
وما رووه عن علي فطريقه ضعيف، على أ، بإزائه غيره من الصحابة.
على أن حكم كتابهم قد بطل برفعه، فخرجوا على أن يكونوا أهل كتاب.
وقياسهم ينتقض- على أصلنا- بعبدة الأوثان.
ولو سلم لكان المعنى في الأصل بقاء الكتاب، وليس كذلك المجوس، لأن كتابهم رفع عند من يزعم أنم من أهل الكتاب.