للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: الصد عن سبيل الله:

وسبيل الله هنا بمعنى (اتباع الرسل) (١) فهؤلاء الكفار لا يكتفون برفض دعوة الرسل لهم ولكنهم يصرفون الناس عن اتباع ما جاءت به الرسل، وهذا الصد يكون بالرفض تارة وبالإكراه تارة وبالتهديد تارة وبالتشويه والتحريف تارة كما بينت الآية نفسها في قوله تعالى: {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} أي (يحرصون على تهجينها [أي سبيل الله] وتقبيحها للتنفير منها) (٢) ولما كان دأب هؤلاء هو التشهير بالدعوة والدعاة فقد رد عليهم القرآن بمثل ما فعلوا فشهَّر الله تعالى بهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد وبيَّن أنهم معادون لمولاهم ومعادون للحق ومعادون لأنفسهم في اعتراض دعوة الرسل وتنفير الناس منها، ولقد ذكر الله تعالى أمثال هؤلاء في غير موضع من القرآن، فهذه الآية نظير قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (٣) فكان جزاء هؤلاء من جنس عملهم ولبئس ما عملوا.


(١) المرجع السابق
(٢) تيسير الكريم الرحمن - السعدي - ٣٧٠
(٣) سورة آل عمران - ٩٩

<<  <   >  >>