للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أولًا: توجيه التأمل في الآيات الكونية:

لقد جاء هذا التوجيه لدفع شبه القوم في إنكار وحدانية الله والترويج لباطل الشرك، فجاء مثلًا قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} (١) حيث دعت إلى النظر والتفكر في هذا الخلق العظيم، وفعل (ألم تر) أي رأى القلبية كما قال القرطبي رحمه الله:"الرؤية هنا رؤية القلب، لأن المعنى ألم ينته علمك إليه؟ " (٢) ثم تطرد الآية القياس بالتنبيه على أن من أوجد هذا الخلق العظيم من العدم قادر على أن يذهب بهذا الخلق الضعيف - أي الإنسان - المتمرد على عبادة الله سبحانه والانقياد له، فليحذر الذين يخالفون عن أمر الله إذًا أن يحل عليهم عقاب الاستبدال {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} . (٣)


(١) سورة إبراهيم - ١٩
(٢) الجامع لأحكام القرآن - القرطبي - ٣٠١ / ٩
(٣) سورة إبراهيم - ٢٠

<<  <   >  >>