يقول الدكتور عبد الرحمن الميداني:" فعلى متدبر كلام الله أن يوجه عنايته ما استطاع لاكتشاف وحدة موضوع السورة القرآنية وارتباط المعاني التي اشتملت عليها جملها بهذا الموضوع الكلي.."(١) والحقيقة أن التأمل والتدبر في سورة إبراهيم يُظهر بوضوح شديد الوحدة الموضوعية فيها، بمعنى أنك تقرأ السورة من أولها إلى آخرها وأنت تعيش جوًا واحدًا وتستشعر معنى واحدًا لا تأخذك التفريعات بعيدًا عنه ولا تسمح السورة لذهنك بالشرود عنه. ولئن كان هذا هو دأب السور القرآنية كلها على تفاوتٍ في وضوح هذه الظاهرة القرآنية، فإنك لا تجد أية صعوبة في استشعار هذه الوحدة الموضوعية في سورة إبراهيم، تمامًا كما هو الحال في سور أخرى كسورة يوسف وسورة ق وسورة الرحمن حيث تبرز وحدة موضوع السورة بروزًا لا يخفى على الناظر.
وإن للتعرف على وحدة موضوع سورة إبراهيم - الذي هو الدعوة إلى التوحيد - فوائد جمة أوجزها فيما يلي:
(١) قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله - عبد الرحمن حبنكة - ٣٠