إن الوصول إلى خاتمة هذا البحث ضرورة يفرضها واقع البحث وقصور الباحث، وإلا فإن القلب لا يكاد يستسيغ الصدور عن هذا المورد العذب إلا وفيه رغبة للمزيد، ولسوف أوجز في هذه الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث وهي:
١- إن سورة إبراهيم من السور المكية ذات الوحدة الموضوعية البارزة حيث يدور رحاها حول ترسيخ رسالة التوحيد باعتبارها دعوة الرسل أجمعين، ولقد كانت الوحدة الموضوعية لهذه السورة من مظاهر الإعجاز القرآني لغةً وموضوعًا وأسلوبًا ومنهجًا جليةً واضحةً لمن تدبر فيها.
٢- لقد كانت سورة إبراهيم من السور التي تنزلت ابتداءً لمحض هداية البشر مما يؤكد مرة أخرى على لزوم الدعوة إلى التوحيد وأنها دعوة عالمية الزمان عالمية المكان لا تفتقر إلى مناسبة ولا تنتظر الظروف المواتية، بل هي كلمة الحق التي يجب الصدع بها في كل زمان وفي كل مكان.
٣- لقد جاء البرنامج الدعوي في سورة إبراهيم متكاملًا حيث قررت عناصر المنهج الدعوي وبينت صفات الرسل والدعاة من بعدهم، ونبهت على معوقات الدعوة وكيفية مواجهتها وفصلت في وسائل الدعوة وكيفية الإفادة منها في البلاغ عن الله سبحانه.