للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(بالعاقبة الحسنة التي جعلها الله للرسل ومن تبعهم جزاء {لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} عليه في الدنيا) (١) أما الوعود الحسنة والرغائب الآجلة فما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، تأمل معي قوله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} (٢) وقد جاء هذا الوعد الحسن ترغيبًا بعد بيان (مآل الأشقياء وما صاروا إليه من الخزي والنكال وأن خطيبهم إبليس [كما سيأتي] عطف بمآل السعداء وأنهم يدخلون يوم القيامة جنات تجري من تحتها الأنهار سارحة فيها حيث ساروا وأنى ساروا ماكثين أبدًا لا يحولون ولا يزولون) (٣) قلت: وقبل هذا المآل السعيد جاءت الآية تطمئن المؤمنين أتباع كلمة التوحيد بالثبات في البرزخ حيث فتنة القبر والسؤال كما سيأتي معنا في فقرة لاحقة إن شاء الله. (٤) والحاصل مما تقدم أن السورة الكريمة قد اعتنت أيما اعتناء بهذا الأسلوب المؤثر أعني أسلوب الترغيب والترهيب، ويمكن التأكيد مما سبق على ما يلي:


(١) تيسير الكريم الرحمن - السعدي- ٣٧٢
(٢) سورة إبراهيم - آية ٢٣
(٣) تفسير القرآن العظيم - ابن كثير - ٦١٣ / ٤ وما بين المعقوفتين من كلامي
(٤) انظر - غير مأمور - فقرة ضرب المثل

<<  <   >  >>