للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣- خطبة إبليس: ولعل مشهد الحسرة والندامة والمخاصمة يزداد ألمًا عندما يتقدم رئيس دعاة جهنم ليخطب أتباعه تأمل قوله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١) فها هو رأس الكفر ورئيس دعاة جهنم يقول: (إني جحدت أن أكون شريكًا لله عز وجل) (٢) واعترف بكذبه فيما وعد به وأنه لا يملك لأتباعه ضرًا ولا نفعًا، فيا للحسرة والندامة، ويا شقاء من نسي نفسه وانساق وراء إبليس حتى صار من شهود هذه الخطبة، ويا لسعادة ونعيم من انتبه من غفوته وقدم لنفسه ففاز بالغياب عن هذه الخطبة التي يظهر من سياقها أنها (تكون من إبليس بعد دخولهم النار) (٣) والعياذ بالله.


(١) سورة إبراهيم - آية ٢٢
(٢) تفسير القرآن العظيم - ابن كثير - ٦١٢ / ٤
(٣) السابق

<<  <   >  >>