للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} (١) فيا له من مشهد ذلك الذي يسرع فيه هؤلاء إسراع الذليل المدفوع يرفع رأسه مذهولًا لا تطرف له عين لهول ما يرى قد طار فؤاده منه، وتأمل مزيد هوان في قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} (٢) وما هذا العرض والتوجيه إلا للنذارة كما في الآية التالية: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ} (٣) فالسنة الشرعية تقضي أن من أقسم على هذا الباطل يجازيه الله تعالى بأن يجعله من أصحاب المشهد السابق، فكما زعموا (أنه لا زوال لكم عما أنتم فيه وأنه لا معاد ولا جزاء فذوقوا هذا بذاك) (٤) قلت: وهذا مقتضى عدله سبحانه تعالى، والعدل سنة شرعية ماضية، قال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (٥)


(١) سورة إبراهيم - آية ٤٢-٤٣
(٢) سورة إبراهيم - آية ٤٩-٥٠
(٣) سورة إبراهيم - آية ٤٤
(٤) تفسير القرآن العظيم - ابن كثير- ٦٤٣ / ٤
(٥) سورة إبراهيم - آية ٥١

<<  <   >  >>