للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولبيان وجه إيراد هذه القصة تأمل الفقرات التالية:

(أ) هذا الضيف ليس ضيفًا كغيره بل ضيفًا مميزًا فهو ضيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

(ب) هذا الصحابي الجليل -رضي الله عنه- أخذ معه هذا الضيف إلى بيته ليقوم بضيافته لينال بذلك رضى الله تعالى ورضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورجاء أن تصيبه دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وليدخل السرور على نفسه فإنه من قوم يحبون إكرام الضيف.

(ج) أخبر امرأته أن هذا الضيف ضيفٌ مميزٌ لتشاركه في الأجر والفضل والحمد (١)، ولم يقل لها: هذا لا يعنيك افعلي ما آمرك به.

(د) لم يجد الأنصاري -رضي الله عنه- في بيته من الطعام سوى ما يكفي لصبيته، وفي هذه الحالة البالغ فيها الحرج غايته وجد نفسه مضطرًا إلى من يعينه ويقف معه لينال هذه الفضائل وقد وجده، فيا ترى من يكون؟

(هـ) إنها زوجته الصالحة الكريمة العاقلة الذكية الصابرة الوفية.

(و) لو قالت لزوجها: قد اجتمع عليك حقان: حق الضيف وحق الأهل، وعليك أن تقدم أولاهما وهو هنا حق الأهل، لضاق صدره، وعظم حرجه. ولكنها -رضي الله عنها- لم تقل ذلك لكرم نفسها وطيب معشرها.

(ز) من كرم نفسها وحسن عشرتها بيتت النية وعقدت العزم على أن تؤثر على نفسها فتبيت خميصة البطن في سبيل أن ينال زوجها تلك الفضائل والشرف العظيم ولتجمله عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضيفه،


(١) الحمد: هو المدح والثناء.

<<  <   >  >>