للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فصل: في بيان بعض المعالم

التي تعين على فهم مقاصد النكاح

وطرق تحقيقها

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [سورة الأعراف، آية رقم: ١٨٩]، وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [سورة الروم، آية رقم: ٢١].

فلنتأمل قوله تعالى: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}، وقوله تعالى: {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} فما هذا السكن؟ وكيف يكون السكون؟ وما هي آثاره على حياة الزوجين؟ وما هو الواجب فعله؟

قال في القاموس: السكن كل ما يسكن إليه ويطمئن إليه من أهل وغيره (١).

في هاتين الآيتين الكريمتين خص الله تعالى الزوجة بذلك فجعلها هي السكن لزوجها. والسكون هو الاطمئنان والراحة، وقد اشتملت هذه الكلمة العظيمة على معان واسعة تكاد تشمل جميع مناحي الحياة. فانظر إلى حال الناس الأسوياء عندما يكونون خارج مساكنهم وما يلزمهم من التكلف في ضبط الكلام والملبس والحركة والسكون، ثم انظر إليهم


(١) (٣٥/ ١٩٩) تاج العروس من جواهر القاموس.

<<  <   >  >>