للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عندما يعودون إلى مساكنهم كيف يزول عنهم ذلك التكلف في أكلهم وشربهم ونومهم وغير ذلك بما يحصل لهم من الطمأنينة والانبساط، فكذلك الزوجة هي السكن لزوجها. وهي حين تكون كذلك فإنما تعمل وفق حكمة الخالق? وقد خلقها مهيَّأة لذلك، فلتحمد الله ولتكثر من شكره.

قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [سورة البقرة، آية رقم: ١٨٧].

ففي قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} معنى عظيم يجب على الزوجين أن يتفطنا له ويعملا بموجبه وهو حق متبادل بينهما، وبيان ذلك أن اللباس له ثلاثة أغراض جليلة:

الأول: ستر ما يُستحيا من كشفه.

الثاني: الوقاية من الحر والبرد ونحوهما.

الثالث: التجمل.

قال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦)} [سورة الأعراف، آية رقم: ٢٦].

والرياش هو ما يتجمل به زائدًا عن ستر العورات والوقاية من الآفات.

فإذا فهمنا هذا فلنعلم أن كل واحد من الزوجين يحتاج من الآخر هذه الثلاثة، فأعظمها:

١ - الستر: فعلى الزوجين أن يستر كل واحد منهما الآخر ولا يظهر

<<  <   >  >>