للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النهوض بالواجبات.

على حد قول الشاعر:

دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا... وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي

ومنهم من يرى السعادة في القيام بهذه الحقوق وتحمل هذه المسئوليات والنهوض بتلك الأحمال ويجد في ذلك سعادته ومتعته لعلو همته وسمو نفسه، قال الشاعر:

لَوْلَا المَشَقّةُ سَادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ... الجُودُ يُفْقِرُ وَالإِقْدَامُ قَتَّالُ

وإلى بيان هذه المقاصد وفقنا الله وإياكم لفهمها والعمل بها.

المقصد الأول (الذرية):

قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [سورة الرعد، آية رقم: ٣٨]، روى أبو داود في سننه من حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» (١). فالذرية مطلب صحيح وله منافع دنيوية وأُخروية، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [سورة الكهف، آية رقم: ٤٦]، وقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠)} [سورة ص، آية رقم: ٣٠]، وقال تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (١٠١)} [سورة الصافات، آية رقم: ١٠١]، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا مَاتَ


(١) سنن أبي داود برقم (٢٠٥٠)، وقال الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٣٨٦) برقم (١٨٠٤): حسن صحيح.

<<  <   >  >>