للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل منه:

١٧ - من محاسن العشرة الزوجية أن يتبادل الزوجان الأحاديث المفيدة والقصص النافعة. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حَدَّثَنِي، وَإِلَّا اضْطَجَعَ (١).

١٨ - وهذه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- تقص على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبرًا عجيبًا عن تقييم النساء لأزواجهن والرسول عليه الصلاة والسلام يستمع لها ويعقب على حديثها، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا:

قَالَتِ الْأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ (٢) عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى، وَلَا سَمِينٌ فَيُنْتَقَلَ (٣).


(١) صحيح البخاري برقم (١١٦١)، وصحيح مسلم برقم (٧٤٣) واللفظ له.
(٢) أي كلحم الجمل في الرداءة لا كلحم الضأن، والمقصود منه المبالغة في قلة نفعه والرغبة عنه ونفاد الطبع منه.
(٣) والمقصود منه المبالغة في تكبره وسوء خلقه، فلا يوصل إليه إلا بغاية المشقة، ولا ينفع زوجته في عشرة ولا غيرها مع كونه مكروهًا رديئًا، ومعنى لا ينتقل، أي لا ينقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه بعد مقاساة التعب ومشقة الوصول، بل يرغبون عنه لرداءته، وبالجملة فقد وصفته بالبخل والرداءة والكبر على أهله وسوء الخلق.

<<  <   >  >>