للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بِشَيْءٍ، قَالَتْ: نَعَمْ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ، قَالَ: ذَاكِ أَبِي وَأَنْتِ العَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ» (١).

فبهذا تحل البركات وتطيب النفوس، ونختم بهذه الوصايا العشر من امرأة عاقلة لابنتها لينتفع بها من شاء الله من النساء، وليُعلم إنما نذكر به ليس ضربًا من المستحيلات بل هو كثير في الواقع، والسير، والتواريخ طافحة بذلك يزيد وينقص ويقل ويكثر حسب أحوال الناس في الزمان والمكان..

ومن الوصايا المشهورة ما أوصت به أم ابنتها ليلة زفافها فقالت لها وهي تودعها: أي بنية إنك قد فارقت بيتك الذي منه خرجت، ووكرك الذي فيه نشأت إلى وكر لم تألفيه وقرين لم تعرفيه، فكوني له أمة يكن لك عبدًا، واحفظي له عشر خصال يكن لك ذخرًا:

أما الأولى والثانية: فالنصيحة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.

وأما الثالثة والرابعة: فالتعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه.

فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشمن منك إلا أطيب ريح، والكحل أحسن الحسن الموصوف، والماء والصابون أطيب الطيب المعروف.

وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مكربة.

وأما السابعة والثامنة: فالعناية ببيته وماله والرعاية لنفسه وعياله.

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمرًا ولا تفشي له سرًّا، فإنك إن


(١) صحيح البخاري برقم (٣٣٦٤).

<<  <   >  >>