للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل تلك الأحداث والأدوار التي سبقت الهجرة من بيعتي العقبة وإرسال مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة، ثم الإذن للصحابة - رضي الله عنهم -، بل وأمرهم بالخروج إلى المدينة قبله عليه الصلاة والسلام، ثم انتظاره عليه الصلاة والسلام، وقتًا محددًا ولحظة مؤقتة من الله - سبحانه وتعالى - ليأذن له بالهجرة. كل تلك الأحداث تشخص لنا أن الهجرة إنما كانت إعدادًا لتمكين الدعوة وإيذانًا بظهور أهلها، وأن تلك الأحداث مجتمعة لم تجعل من الهجرة مجرد هجرة للفرار بالدين فقط، وإنما جعلت من الهجرة مبدأ لإعزاز الدين، ونصر المؤمنين، وإقامة خلافة الله في الأرض، ولذلك فلا غرو أن يؤرخ بها تاريخ الإسلام، وأن يأتي الإذن من الله فور حصولها بالقتال، ورد كيد الكافرين.

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر، أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكن، فأنزل الله - عز وجل -: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (١) . وهي أول آية نزلت في القتال (٢) .


(١) الحج: ٣٩
(٢) سنن النسائي (٦ / ٢) في كتاب الجهاد، باب وجوب الجهاد.

<<  <   >  >>