للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال علي بن الرومي:

وها أنا مغضٍ في هواك وصابرٌ ... على حدِّ مصقول الغرارَيْنِ قاضبِ

ومنتزعٌ عمَّا كرهتَ وجاعلٌ ... رضاكَ مثالاً بين عيني وحاجبي

وقال آخر:

فيا هارباً من سخطهِ متنصلاً ... هربت إلى أحمى مفرٍّ ومهربِ

فعذرُكَ مبسوطٌ إليَّ مقدَّمٌ ... وودّكَ مقبول بأهلٍ ومرحبِ

وقال البحتري:

فما ذنبي إذا كانَ ابنُ عمِّي ... سواك وكانَ عودُك غير عودي

وفي عينيكَ ترجمةٌ أراها ... تدلُّ على الضغائنِ والحقودِ

وأخلاقٌ عهدتُ اللّينَ منها ... غدتْ وكأنَّها زُبُرُ الحديدِ

وما لي قوَّةٌ تنهاكَ عنِّي ... ولا آوي إلى ركنٍ شديدِ

سوى شُعلٍ يخافُ الحُرُّ منها ... لهيباً غيرَ مرجوّ الخمودِ

ولو أنِّي أشاءُ وأنتَ تربي ... عليَّ لثرتُ ثورةَ مستفيدِ

وقد عاقدتني بخلافِ هذا ... وقالَ اللهُ أوفوا بالعقودِ

أتوبُ إليكَ من ثقةٍ بخلٍّ ... طريفٍ في المودَّةِ أو تليدِ

وأشكرُ نعمةً لكَ باصطناعي ... على أنَّ الوفاء اليوم يودي

وكنتُ إذا الصَّديق رأى وصالي ... متاجرةً رجعتُ إلى الصُّدودِ

وقال أيضاً:

إلى كمْ أُحبّر فيكَ المديحَ ... ويلقى سوايَ لديكَ الحبورا

وقال علي بن الجهم في المتوكل:

ليسَ عندي وإن تغضَّبت إلاَّ ... طاعةٌ حرَّةٌ وقلبٌ سليمُ

<<  <   >  >>