جمع ابن جني (قصداً) على (قصود) حين انتوى فيه الاسمية، فقد قال في الخصائص:(١ / ٤٢٧)(فإن قلت فما تنكر أن يكون ذلك شيئاً طبعوا عليه وأجيئوا إليه، من غير اعتقاد منهم لعلله، ولا لقصد من قصوده التي تنسبها إليهم في قوانينه وأغراضه) . وقال (١ / ٢٥٥) : (وتضطر إلى معرفته من أغراضها وقصودها) ، وقال:(وغير ذلك من الأحوال الشاهدة بالقصود) .
وهكذا جمع (الحذف) وهو مصدر (حذف) على (حذوف) فقال (١ / ٨٨) : (ألا ترى إلى ما في القرآن وفصيح الكلام من كثرة الحذوف، كحذف المضاف وحذف الموصوف) .
وعلى ذلك جمعه (حملاً) بفتح الحاء على (حمول) ، قال (١ / ٢٢٢) : (ثم قالوا علباوان حملا بالزيادة على حمراوان، ثم قالوا كساوان تشبيهاً له بعلباوان. ثم قالوا قرّاوان حملا له على كساوان، على ما تقدم. وسبب هذه (الحمول) والإضافات والإلحاقات، كثرة هذه اللغة وسعتها وغلبة حاجة أهلها إلى التصرف فيها) .
ومثله جمع (الفصل) خلاف (الوصل) ، على فصول. قال ابن جني (١ / ٣٣٤) : (وأنشدنا وأيضاً
فقد والشك بيَّن لي عناءٌ بِوَشكِ فراقهم صُردٌ يصيح
أراد فقد بيَّن لي صرد يصيح بوشك فراقهم، والشك عناء.. فقد ترى إلى ما فيه من ـ الفصول ـ التي لا وجه لها ولا لشيء منها) .
وكذا (الوصل) فقد جمعه ابن جني على (وصول) . فقد جاء في اللسان (قال ابن جني: فقول الأخفش يلزم بعد الروي الوصل، لا يريد به أنه لابد مع كل روي أن يتبعه الوصل.. وجمعه ابن جني على وصول، وقياسه ألا يجمع) !