قوله تعالى:{وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} قال ابن جرير: {وَاصْبِرُوا} يقول: اصبروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند لقاء عدوكم، ولا تنهزموا عنه وتتركونه، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} يقول: اصبروا فإني معكم.
وأورد البغوي في تفسير هذه الآية حديث:"لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا" الحديث.
قال ابن جرير على قوله تعالى:{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ} الآية، تأويل الكلام: قال الذين يوقنون بالمعاد ويصدِّقون بالمرجع إلى الله للذين قالوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ} يعني بـ {كَمَ} كثيراً غلبت فئة قليلة فئة كثيرة {بِإِذْنِ اللَّهِ} يعني بقضاء الله وقدره، {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} يقول: مع الحابسين أنفسهم على رضاه وطاعته، يعني والله معين الصابرين على الجهاد في سبيله، وغير ذلك من طاعته، وظهورهم ونصرهم على