للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى {الَّذِينَ اتَّقَوْا} أي: تركوا المحرمات، {وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} أي: فعلوا الطاعات، فهؤلاء يحفظهم ويكلؤهم، وينصرهم ويؤيدهم، ويُظفِرُهم على أعدائهم ومخالفيهم.

قوله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} قال ابن جرير: {وَاصْبِرُوا} يقول: اصبروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عند لقاء عدوكم، ولا تنهزموا عنه وتتركونه، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} يقول: اصبروا فإني معكم.

وأورد البغوي في تفسير هذه الآية حديث: "لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا" الحديث.

قوله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}

وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: ٨٧] . {وَمَنْ

أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} [النساء: ١٢٢]

قال ابن جرير على قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ} الآية، تأويل الكلام: قال الذين يوقنون بالمعاد ويصدِّقون بالمرجع إلى الله للذين قالوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ} يعني بـ {كَمَ} كثيراً غلبت فئة قليلة فئة كثيرة {بِإِذْنِ اللَّهِ} يعني بقضاء الله وقدره، {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} يقول: مع الحابسين أنفسهم على رضاه وطاعته، يعني والله معين الصابرين على الجهاد في سبيله، وغير ذلك من طاعته، وظهورهم ونصرهم على

<<  <   >  >>