للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن الذي أعجز أهل السماء والأرض على الإتيان بمثله. انتهى.

قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} ، قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ونادينا موسى من ناحية الجبل، ويعني بالأيمن يمين موسى؛ لأن الجبل لا يمين له ولا شمال، وإنما ذلك كما يقال قام عن يمين القبلة وعن شمالها.

وقوله {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} يقول تعالى ذكره: وأدنيناه مُناجياً كما يقال: فلان نديم فلان ومُنادِمه، وجليس فلان ومُجالسُه، وذُكر أن الله جل ثناؤه أدناه حتى سمع صريف القلم.

ثم ساق بسنده عن ابن عباس: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} قال: أُدنِيَ حتى سمع صريف القلم. وقال ابن كثير: وقوله {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ} [أي: الجبل، {الأيْمَنِ} ] أي: الجانب الأيمن من موسى حين ذهب يبتغي من تلك النار جذوة فرآها تلوح فقصدها فوجدها في جانب الطور الأيمن من غربيه عند شاطئ الوادي، فكلَّمه اللهُ تعالى وناداه وقرَّبه فناجاه.

قال ابن عباس: أُدني حتى سمع صريف القلم، وهكذا قال مجاهد وأبو العالية وغيرهم، يعنون صريف القلم بكتابة التوراة، وقال السدي {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} قال: أُدخل في

<<  <   >  >>