للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السماء فكُلِّم، وعن مجاهد نحوه.

وقال البغوي: قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ} يعني يمين موسى.

وَقَوْلُهُ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء:

١٠] ، {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَة} [الأعراف: ٢٢] . وَقَوْلُه: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: ٦٥] .

والطور: جبل بين مصر ومدين، ويقال اسمه الزبير، وذلك حين أقبل من مدين ورأى النار فنودي: {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} أي: مناجياً، فالنجي المناجي، كما يقال: جليس ونديم، قال ابن عباس: معناه قرَّبه فكلَّمه، ومعنى التقريب إسماعه كلامه، وقيل: رفعه الحجب حتى سمع صريف القلم. انتهى.

قوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمد إذ نادى ربك موسى بن عمران {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} يعني: الكافرين {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ} عقاب الله على كفرهم به.

قوله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ونادى آدم وحواءَ ربُّهما: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا} عن أكل ثمرة الشجرة التي أكلتما ثمرها، وأعلمكما أن إبليس لكما عدوٌ مبين، يقول: قد أبان عداوته لكما بترك السجود لآدم حسداً وبغياً.

وعن ابن عباس قال: لما أكل آدم من الشجرة قيل له: أكلتَ من الشجرة

<<  <   >  >>