والطور: جبل بين مصر ومدين، ويقال اسمه الزبير، وذلك حين أقبل من مدين ورأى النار فنودي:{يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}{وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} أي: مناجياً، فالنجي المناجي، كما يقال: جليس ونديم، قال ابن عباس: معناه قرَّبه فكلَّمه، ومعنى التقريب إسماعه كلامه، وقيل: رفعه الحجب حتى سمع صريف القلم. انتهى.
قوله تعالى:{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمد إذ نادى ربك موسى بن عمران {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} يعني: الكافرين {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ} عقاب الله على كفرهم به.
قوله تعالى:{وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ونادى آدم وحواءَ ربُّهما: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا} عن أكل ثمرة الشجرة التي أكلتما ثمرها، وأعلمكما أن إبليس لكما عدوٌ مبين، يقول: قد أبان عداوته لكما بترك السجود لآدم حسداً وبغياً.
وعن ابن عباس قال: لما أكل آدم من الشجرة قيل له: أكلتَ من الشجرة