للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السورتين المذكورتين، كما وردت بذلك آيات في البقرة

وآل عمران والنساء والمائدة (١) وغيرها من سور القرآن.

الثاني: ظنه أن ابن أبيّ غير ابن سلول وأنهما رجلان، وإنما هو رجل واحد فهو عبد الله بن أبيّ بن سلول، زعيم المنافقين ورأسهم في المدينة. (٢)

الثالث: قوله: «وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً آخر»، فهذا من جهله المركب، وعظيم جرأته على الكلام بدون علم، ولا تثبت، فلو رجع هذا المجازف في الكلام إلى أشهر كتاب متداول في السيرة، وهو سيرة ابن هشام، لوجد أن المؤلف سرد في الجزء الثاني من هذا الكتاب أسماء طائفة كبيرة من المنافقين في أكثر من عشر صفحات يذكرهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، مبيناً بعض ما نزل في كل واحد منهم من القرآن (٣)، هذا غير ما ذكره المؤرخون الآخرون، والمفسرون في كتب التفسير.

ومن جهالات المؤلف الكبيرة قوله: «وأبدلت الصحابة المنقلبين على أعقابهم أمثال معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وأبي هريرة

وعكرمة، وكعب الأحبار وغيرهم بالصحابة الشاكرين» (٤) وهذا الكلام مع ما فيه من زيغ وضلال بعيد، سيأتي الرد عليه في موضعه، فإنه متضمن لخطأ شنيع حيث عدّ كعب الأحبار من الصحابة وإنما هو من التابعين، فقد أسلم بعد موت النبي ، وقدم المدينة في عهد عمر (٥)، وهذا مشهور عند أهل العلم، لكن المؤلف بجهله وقع في مثل هذا الخطأ الفادح الفاضح.


(١) من هذه الآيات على سبيل المثال: في البقرة ٨ - ٢٠، ٢٠٤ - ٢٠٦، وفي آل عمران ١٢٠، ١٥٤، وفي النساء ٦٠ - ٦٦، ٧٢ - ٧٣، ١٣٨ - ١٤٦، وفي المائدة ٤١، ٥٢، ٥٣.
(٢) انظر ترجمته وطرفاً من أخباره في سيرة ابن هشام ٢/ ٦٢٠، ٤٦٩، ٥٥٥.
(٣) انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٥٤٨ - ٥٥٧.
(٤) ثم اهتديت ١٥٨.
(٥) انظر: سير أعلام النبلاء ٣/ ٤٨٩.

<<  <   >  >>