للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر، دون غيرها من الفرق الأخرى، وهذا من عظم خذلانهم قاتلهم الله.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «فأبوبكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما، دون غيرهم من الطوائف». (١)

وقد جاء في كتب الرافضة ما يشهد لهذا: وهو جعلهم محبة الشيخين وتوليهما من عدمها هي الفارق بينهم وبين غيرهم ممن يطلقون عليهم (النواصب) فقد روى الدرازي عن محمد بن علي بن موسى قال: «كتبت إلى علي بن محمد (٢) عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت

والطاغوت (٣) واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب». (٤)

[سبب تسميتهم رافضة:]

يرى جمهور المحققين أن سبب اطلاق هذه التسمية على الرافضة: هو رفضهم زيد بن علي وتفرقهم عنه بعد أن كانوا في جيشه، حين خروجه على هشام بن عبد الملك، في سنة إحدى وعشرين ومائة وذلك بعد أن أظهروا البراءة من الشيخين فنهاهم عن ذلك.

يقول أبو الحسن الأشعرى: «وكان زيد بن علي يفضل علي بن


(١) مجموع الفتاوى ٤/ ٤٣٥.
(٢) هو: أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا، ويعرف بالعسكرى، وهو أحد الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية، كانت ولادته سنة أربع عشرة، وقيل: ثلاث عشرة ومائتين، ووفاته سنة أربع وخمسين ومائتين.
انظر: وفيات الأعيان ٣/ ٢٧٢.
(٣) يعنون بهما: أبا بكر وعمر كما جاء ذلك في تفسير العياشى ١/ ٢٤٦ - وهو من أهم كتب التفسير عندهم- عند قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت﴾ (النساء: ٥١).
(٤) المحاسن النفسانية: لمحمد آل عصفور الدرازي ص ١٤٥.

<<  <   >  >>