للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موقفهم من الرافضة، ومن دينهم، وبراءتهم منهم ومن

كل ما يلصقونه بهم من عقائدهم المكفرة، ومطاعنهم على خيار الصحابة، وأمهات المؤمنين؛ وأن هؤلاء الأئمة من أهل البيت على عقيدة أهل السنة، ظاهراً وباطناً؛ في كل كبير وصغير؛ فهي عقيدتهم التي بها يدينون، وعليها يوالون ويعادون؛ وأن من نسب لهم غير ذلك فهو كاذب عليهم ظالم لهم، فرحمهم الله رحمة واسعة، وقبح الله الرافضة ما أعظم فريتهم عليهم وأشد أذيتهم لهم.

ثانيا: أقوال المنسوبين للتشيع (١) من الأئمة المتقدمين:

روى اللالكائي عن ليث بن أبي سليم قال: (أدركت الشيعة الأولى ما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً). (٢)

وعن سلمة بن كهيل أنه قال: (جالست المسيب بن نجبة الفزاري في هذا المسجد عشرين سنة، وناساً من الشيعة كثيراً، فما

سمعت أحداً منهم تكلم في أحد من أصحاب رسول الله إلا بخير، وما كان الكلام إلا في علي وعثمان (٣)). (٤)

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولهذا كانت الشيعة المتقدمون، الذين صحبوا علياً، أو كانوا في ذلك الزمان، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الآوائل والأواخر». (٥)


(١) التشيع في اصطلاح العلماء المتقدمين هو: تقديم علي على عثمان، دون التعرض للشيخين أبي بكر وعمر ، وقد تقدم في كلام الذهبي: أن هذا قد وجد في التابعين وتابعيهم، مع الدين، والورع، والصدق.
انظر: نص كلامه ص ٣١ من هذا الكتاب.
(٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٧/ ١٣٠٢، وأورده الذهبي في السير ٦/ ٢٥٥.
(٣) أي: في المفاضلة بينهما .
(٤) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٧/ ١٣٦٨.
(٥) منهاج السنة ١/ ١٣.

<<  <   >  >>