للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى اللالكائي عن إبراهيم بن أعين قال: قلت لشريك (١): (أرأيت من قال: لا أفضل أحداً، قال: هذا أحمق أليس قد فُضِّل أبوبكر وعمر؟). (٢)

وعن سليمان بن أبي شيخ قال: لقي عبد الله بن مصعب الزبيري

شريكاً فقال: بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر؟ فقال شريك: (والله ما أنتقص الزبير، فكيف أنال من أبي بكر وعمر!!). (٣)

وعن حفص بن غياث قال: سمعت شريكاً يقول: (قُبض النبي ، واستخار المسلمون أبا بكر، فلو علموا أن فيهم أحداً أفضل منه كانوا قد غَشُّونا، ثم استخلف أبوبكر عمر، فقام بما قام به من الحق والعدل؛ فلما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة فاجتمعوا على عثمان، فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غَشُّونا). (٤)

قال علي بن خشرم: (فأخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث أنه عرض هذا على عبد الله بن إدريس، فقال ابن إدريس: أنت سمعت هذا من حفص؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي أنطق بهذا لسانه، فوالله إنه لشيعي، وإن كان شريكاً لشيعي). (٥)

قال الذهبي معقباً: (قلت: هذا التشيع الذي لا محذور فيه -إن شاء الله- إلا من قبيل الكلام فيمن حارب علياً من الصحابة، فإنه قبيح يؤدب فاعله). (٦)


(١) هو: شَرِيْك بن عبد الله النخعي، القاضي أبو عبد الله، أحد الأعلام، كانت وفاته سنة سبع وسبعين ومائة.
قال عنه الذهبي: فيه تشيع خفيف على قاعدة أهل بلده.
انظر: سير أعلام النبلاء ٨/ ٢٠٠ - ٢٠٢.
(٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٧/ ١٣٦٩، وأورده الذهبي في السير ٨/ ٢٠٥.
(٣) أورده الذهبي في السير ٨/ ٢٠٦.
(٤) المصدر نفسه ٨/ ٢٠٩.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) المصدر نفسه.

<<  <   >  >>