للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي أنه قال: (النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون). (١)

ففي هذه الأدلة الصحيحة الصريحة، وما في معناها من النصوص الأخرى، المتضمنة حسن الثناء من الله ورسوله على هؤلاء الصحابة، أكبر دليل على عدالتهم وطهارتهم ونزاهتهم، وأنه لا يُبْحث عن عدالتهم. ولهذا كان أئمة الإسلام متفقين على عدالتهم.

يقول الخطيب البغدادي بعد أن ذكر الأدلة على عدالة الصحابة: «والأخبار في هذا المعنى تتسع، وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضى طهارة الصحابة، والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج واحد منهم مع تعديل الله تعالى -لهم المطلع على بواطنهم- إلى تعديل أحد من الخلق ....

إلى أن قال: هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتد بقوله من الفقهاء». (٢)

وقال النووي: «الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم،

بإجماع من يعتد به». (٣)

وقال ابن كثير: «والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله رغبة فيما عند الله، من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل». (٤)


(١) صحيح مسلم (كتاب فضائل الصحابة، باب بيان أن بقاء النبي أمان لأصحابه) ٤/ ١٩٦١.
(٢) الكفاية في علم الرواية ٤٨ - ٤٩.
(٣) التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير للنووي مع شرحة تدريب الراوي ٢/ ١٩٠.
(٤) الباعث الحثيث ص ١٥٤.

<<  <   >  >>