للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فثبت بهذا أن التحاق عمر بجيش أسامة كان برغبته واختياره، وأن خروجه منه كان بطلب الخليفة، وإذن الأمير فأي لوم على عمر في ذلك.

وأما أبو بكر فالذي عليه أكثر المؤرخين: أنه لم يكن في جيش أسامة أصلاً، فإنهم سموا من التحق بجيش أسامة من كبار الصحابة، ولم يذكروا فيهم أبا بكر.

قال الواقدي ضمن حديثه عن غزوة أسامة: «فلم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص،

وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل». (١)

وقال الطبري: «ضرب رسول الله قبل وفاته بعثاً على أهل المدينة ومن حولهم، وفيهم عمر بن الخطاب، وأمر عليهم أسامة بن زيد». (٢)

وقال الذهبي ضمن ترجمة أسامة: «استعمله النبي على جيش لغزو الشام، وفي الجيش عمر والكبار». (٣)

فلم يذكر هؤلاء المؤرخون أبا بكر في جيش أسامة، وذكروا بعض كبار الصحابة كعمر، وأبي عبيدة، وسعد وغيرهم، ولو كان أبو بكر في الجيش لكان ذكره أولى وأشهر.

وإنما عدّ أبا بكر في جيش أسامة: ابن سعد قال: «فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة». (٤)

وإلى هذا ذهب ابن حجر في الفتح. (٥)


(١) المغازي ٣/ ١١١٨.
(٢) تاريخ الطبري ٣/ ٢٢٦.
(٣) سير اعلام النبلاء ٢/ ٤٩٧.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢/ ١٩٠.
(٥) انظر: فتح الباري ٨/ ١٥٢.

<<  <   >  >>