للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال لهم بعد ذلك: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله ووثب على وصي رسول الله وتناول أمر الأمة.

ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصيّ رسول الله فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدؤوا الطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الأمر، فبث دعاته وكاتب من كان استفسده في الأمصار، وكاتبوه، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم». (١)

هكذا كانت بداية الرفض. ومازالت تلك العقائد التي دعا إليها ابن سبأ تسير في نفوس أناس من أهل الزيغ والضلال وتتشربها قلوبهم وعقولهم حتى كان من ثمارها مقتل الخليفة الراشد ذي النورين عثمان ابن عفان على يد هذه الشرذمة الفاسدة.

حتى إذا ما جاء عهد علي بن أبي طالب بدأت تلك العقائد تظهر إلى الوجود أكثر من ذي قبل إلى أن بلغت علياً فأنكرها أشد ما يكون الإنكار وتبرأ منها ومن أهلها.

ومما صح في ذلك عن علي مارواه ابن عساكر عن

عمار الدهني قال: «سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت المسيب بن لجبة أتى به ملببه يعني -ابن السوداء- وعلي على المنبر فقال علي: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله ورسوله». (٢)

وعن يزيد بن وهب عن علي قال: «مالي ولهذا الحَمِيت (٣) الأسود». (٤)


(١) تأريخ الطبري ٤/ ٣٤٠.
(٢) تأريخ مدينة دمشق ٩/ق ٣٣١.
(٣) الحَمِيت: هو وعاء السمن الذي مُتِّن بالرُّبِّ، ويطلق على المتين من كل شئ وفي حديث وحشي: (كأنه حميت) قال ابن حجر: «أي زِّقُّ كبير وأكثر مايقال ذلك إذا كان مملوءاً». انظر: القاموس المحيط ١/ ١٤٦، وفتح الباري ٧/ ٣٦٨.
(٤) المصدر نفسه.

<<  <   >  >>