للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث كعب بن مالك المشهور في الصحيحين (١) وهم كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، ومع هذا فقد ثبت بنص كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أن الله تاب على الجميع، وأنزل في توبته على سائر الصحابة وحياً يتلى في كتابه وذلك في قوله تعالى: ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين

والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم - وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم﴾. (٢)

فتضمنت هذه الآيات إخبار الله تعالى عن توبته على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوا الرسول في غزوة تبوك، والتي تسمى غزوة العسرة فلم يتخلفوا عنه مع ما أصابهم فيها من الجهد والشدة والفقر، حتى جاء في بعض الروايات أن النفر منهم كانوا يتناولون التمرة بينهم يمصها هذا ثم يشرب عليها ثم يمصها هذا، ثم يشرب عليها حتى تأتي على آخرهم. (٣)

كما تضمنت توبة الله على الثلاثة المخلفين (٤) الذين تأخروا عن رسول الله في تلك الغزوة بعد هجر النبي لهم، وندمهم ندماً

عظيماً حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.


(١) انظر: صحيح البخاري: (كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك) فتح الباري ٨/ ١١٣ - ١١٦، ح ٤١١٨، وصحيح مسلم: (كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب وصاحبيه) ٤/ ٢١٢٠ - ٢١٢٨، ح ٢٧٦٩.
(٢) سورة التوبة آيتا ١١٧، ١١٨.
(٣) انظر: تفسير الطبري ٦/ ٥٠٢، وتفسير البغوي ٢/ ٣٣٣.
(٤) وصفوا بالمخلفين لأنهم خلفوا عن التوبة عندما جاءوا للنبي واعترفوا بذنوبهم فقال لهم قوموا حتى يقتضي الله فيكم، ثم أنزل الله توبتهم في الآيات المذكورة أعلاه، انظر تفسير الطبري ٦/ ٥٠٥.

<<  <   >  >>