للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إما أن تكون آيات نزلت في الكفار والمنافقين، ينزلونها على الصحابة بجهل وظلم، لاحجة لهم فيها بوجه عند أهل العلم.

وإما أن تكون آيات عامة نزلت في حث الأمة على الخير، وأمرها به، أو تحذيرها من الشر ونهيها عنه، والخطاب فيها للصحابة ولمن بعدهم من الأمة، وهي مصدرة في الغالب: بـ (يا أيها الذين آمنوا) وذلك كقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه﴾ (١) وقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم﴾ (٢) وقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم﴾ (٣) وقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾ (٤)

وقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن﴾ (٥) والأمثلة على هذا كثيرة جداً في القرآن، وليس فيها أي طعن على الصحابة.

وقد خاطب الله تعالى بمثل هذا رسوله كما في قوله: ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته﴾ (٦) وقوله: ﴿ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين﴾ (٧) وقوله: ﴿ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاء من العلم إنك إذا لمن الظالمين﴾ (٨) وقوله: ﴿فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم﴾ (٩) وقوله: ﴿ولاتمنن تستكثر - ولربك فاصبر﴾ (١٠) وغيرها من الآيات في معناها فكما أن هذه الآيات بما تضمنته من الأوامر والنواهي من الله


(١) سورة المائدة آيه ٥٤.
(٢) سورة الأنفال آيه ٢٧.
(٣) سورة المائدة آيه ٨٧.
(٤) سورة الأنفال آيه ٢٤.
(٥) سورة الحجرات آيه ١٢.
(٦) سورة المائدة آيه ٦٧.
(٧) سورة الزمر آيه ٦٥.
(٨) سورة البقرة آيه ١٤٥.
(٩) سورة الأحقاف آيه ٣٥.
(١٠) سورة المدثر آيتا ٦، ٧.

<<  <   >  >>