للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان يحمل الناس ويجبرهم على سب علي بن أبي طالب ولعنه من فوق منابر المساجد، كما ذكر ذلك المؤرخون، وقد أخرج مسلم في صحيحه في باب فضائل علي بن أبي طالب مثل ذلك، وأمر معاوية عماله في كل الأمصار باتخاذ ذلك اللعن سنة يقولها الخطباء على المنابر».

قلت: استدلال المؤلف بأثر أبي سعيد الخدري على ما زعمه من تغيير الصحابة للسنة من أعجب العجب، فليس فيه ما يدل على زعمه، بل فيه دلالة على قيام الصحابة بأمر السنة وإنكارهم على من خالفها، وهذا يتمثل في إنكار الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري على مروان في تقديمه الخطبة على صلاة العيد.

ولعل المؤلف ظن أن مروان بن الحكم من الصحابة، بل هو الظاهر من كلامه، لقوله بعد القصة: «وقد بحثت كثيراً عن الدوافع التي جعلت هؤلاء الصحابة يغيرون سنة رسول الله »، فيكون هذا من جملة جهالاته التي سبق التنبيه على أمثلة كثيرة منها. (١)

والصحيح أن مروان لا تثبت له صحبة، فقد توفي النبي وهو صغير ابن ثمان سنين، وقد كان في الطائف مع أبيه، بعد نفي النبي له. (٢)

قال ابن الأثير: «لم ير النبي لأنه خرج إلى الطائف طفلاً لايعقل لما نفي النبي أباه الحكم». (٣)

وعده الذهبي في السير من كبار التابعين. (٤)

وقال ابن حجر: «لم أر من جزم بصحبته». (٥)


(١) انظر ص ١٥٤ - ١٦٢ من هذا الكتاب.
(٢) انظر: الإستيعاب لابن عبد البر المطبوع مع الإصابة ١٠/ ٧٠، والإصابة لابن حجر ٩/ ٣١٨.
(٣) أسد الغابة ٥/ ١٣٩.
(٤) انظر: سير أعلام النبلاء ٣/ ٤٧٦.
(٥) الإصابة ٩/ ٣١٨

<<  <   >  >>