للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن أبي العز الحنفي: «وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين». (١)

وقال الذهبي في ترجمته: «أمير المؤمنين ملك الإسلام». (٢)

وقال: «ومعاوية من خيار الملوك، الذين غلب عدلهم على ظلمهم». (٣)

وإذا ثبت هذا في حق معاوية فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته، أن يحمل الناس على لعن علي على المنابر وهو من هو في الفضل وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال وهذا مما نزهت الأمة عنه بنص

حديث الرسول (إن أمتي لاتجتمع على ضلالة). (٤)

ومن علم سيرة معاوية في الملك، وما اشتهر به من الحلم والصفح، وحسن السياسة للرعية، ظهرله أن ذلك من أكبرالكذب عليه.

فقد بلغ معاوية في الحلم مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال قال: عبد الملك بن مروان وقد ذكر عنده معاوية: (ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه). (٥)

وقال قبيصة بن جابر: (ما رأيت أحداً أعظم حلماً، ولا أكثر سؤدداً، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية). (٦)


(١) شرح العقيدة الطحاوية ص ٧٢٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ٣/ ١٢٠.
(٣) المصدر نفسه ٣/ ١٥٩.
(٤) رواه ابن أبي عاصم في السنة من حديث أنس ص ٤١ رقم ٨٢ - ٨٣ - ٨٤، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٢١٨، وحسنه الألباني في ظلال الجنة المطبوع مع السنة ص ٤١ - ٤٢، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة ٣/ ٣١٩ - ٣٢٠ رقم ١٣٣١.
(٥) البداية والنهاية لابن كثير ٨/ ١٣٨.
(٦) المصدر نفسه.

<<  <   >  >>