للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تهدئه النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفي على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.

الخامس: أنه كان بين معاوية بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي من الأُلفة والتقارب، ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ. ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف. وقال لهما: (ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحداً أفضل منا) . (١)

ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: (مرحباً وأهلاً بابن رسول الله ، وأمر له بثلاثمائة ألف) . (٢)

وهذا مما يقطع بكذب ما ادعى الرافضي في حق معاوية، من حمله الناس على سب علي، إذ كيف يحصل هذا مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة، والاحتفاء والتكريم.

وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة، وتتجلى الحقيقة.

فلله الحمد على نعمه وتوفيقه.


(١) البداية والنهاية لابن كثير ٨/١٣٩.
(٢) المصدر نفسه ٨/١٤٠.

<<  <   >  >>