للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تسليم جبريل عليها كما هو ثابت في الصحيح. (١)

وأما قول الرافضي وفيهن (أي أمهات المؤمنين) من هي أفضل منها بتصريح رسول الله فلعله يريد بذلك خديجة وهذا غير مسلم، فالمفاضلة بين خديجة وعائشة محل نزاع كبير بين العلماء المحققين، وذلك أن العلماء متفقون على أن أفضل نساء الأمة، خديجة وعائشة وفاطمة، ثم اختلفوا بعد ذلك في المفاضلة بينهن .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «وأفضل نساء هذه الأمة خديجة، وعائشة، وفاطمة، وفي تفضيل بعضهن على بعض نزاع». (٢)

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن خديجة وعائشة أميّ المؤمنين أيهما أفضل؟ فأجاب: «بأن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشاركها فيه عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين، وتأثير عائشة في آخر الإسلام وحمل الدين وتبلغيه إلى

الأمة وإدراكها من العلم مالم تشاركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها». (٣)

وقال ابن حجر: «وقيل انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة». (٤)

وقال في شرح حديث أبي هريرة وأن جبريل أتى النبي وأمره أن يقرأ خديجة السلام من ربها وفيه: «قال السهيلي: استدل بهذه القصة أبو بكر بن داود على أن خديجة أفضل من عائشة لأن عائشة سلم عليها جبريل من قبل نفسه، وخديجة أبلغها السلام من ربها، وزعم ابن العربي أنه لا


(١) انظر: صحيح البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب تزوج النبي خديجة وفضلها)، فتح الباري ٧/ ١٣٣ - ١٣٤، ح ٣٨٢٠، ومسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة) ٤/ ١٨٨٧، ح ٢٤٣٢.
(٢) مجموع الفتاوى ٤/ ٣٩٤.
(٣) مجموع الفتاوى ٤/ ٣٩٣.
(٤) فتح الباري ٧/ ١٠٩.

<<  <   >  >>