للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن الاثير في النهاية: «تكرر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف،

والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه، وأكثرها قد جاءت

في الحديث، فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه، وكل من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليه، وقد تختلف مصادر هذه الأسماء (فالوَلاية) بالفتح في النسب، والنصرة، والمعتق، (والوِلاية) بالكسر في الإمارة والولاء المعتق، (والموالاة) من والى القوم، ومنه الحديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) يحمل على أكثر الأسماء المذكورة. قال الشافعي يعني بذلك ولاء الإسلام، كقوله تعالى: ﴿ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم﴾ (١) » . (٢)

وهذا المفهوم اللغوي الذين ذكره ابن الأثير هنا للفظة الموالاة في الحديث واستشهد له بقول الشافعي، هو الذي قرره العلماء المحققون في ردهم على الرافضة.

قال أبو نعيم: «فإذا احتج بالأخبار وقال: قال رسول الله من كنت مولاه فعلى مولاه، قيل له: مقبول منك، ونحن نقول وهذه فضيلة بينة لعلي بن أبي طالب ومعناه من كان النبي مولاه فعلي والمؤمنون مواليه، دليل ذلك قول الله :

﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾ (٣) وإنما هذه منقبة من النبي لعلي وحث على محبته وترغيب في ولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه وبغضهم له، وكذلك قال : (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) . (٤) وحكي عن ابن عيينه أن


(١) سورة محمد آية ١١.
(٢) النهاية لابن الأثير ٥/٢٢٨.
(٣) سورة التوبة آية ٧١.
(٤) رواه مسلم: (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الانصار
وعلي من الإيمان) ١/٨٦، ح١٣١.

<<  <   >  >>