للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمرجئة، وأصحاب الحديث، على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه». (١)

وعقيدة البداء عند الرافضة، من أعظم ماشنع به الناس عليهم، ولذا حاول بعضهم التخلص من هذه الفضيحة بتأول معنى البداء على الله بأنه لايستلزم الجهل، وأنه نسخ في التكوين كالنسخ في التشريع (٢)

لكن أنى لهم ذلك وقد جاء في كتبهم، وعلى ألسنة علمائهم نسبة الجهل وحدوث العلم صراحة لله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

جاء في تفسير العياشي (٣) -من أشهر كتب التفسير عندهم- عن أبي جعفر أنه قال في تفسير قوله تعالى: ﴿وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة﴾ (٤) قال: «كان في العلم والتقدير ثلاثين ليله، ثم بدا لله فزاد عشراً فتم ميقات ربه الأول والآخر أربعين ليلة». (٥)

فتأمل أيها القارى قولهم: «كان في العلم والتقدير» لتعلم نسبتهم حدوث العلم صراحة لله تعالى.

ومن الروايات الصريحة أيضاً في ذلك مارواه إمامهم الملقب

بالصدوق (٦) ونسبه إلى جعفر الصادق -وهو من ذلك برئ-، أنه قال: «مابدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني». (٧)


(١) أوائل المقالات ص ٤٨، ٤٩.
(٢) انظر: حق اليقين في مفرق أصول الدين لعبد الله شبّر ١/ ٧٨.
(٣) العياشي: هو محمد بن مسعود بن عياش.
وصفه الطوسي بقوله: «كان أكثر أهل المشرق علماً وفضلاً وأدباً وفهماً ونبلاً في زمانه». رجال الطوسي ص ٤٩٧.
وقال عنه المجلسي: «من عيون هذه الطائفة ورئيسها وكبيرها» مقدمة بحار الأنوار ص ١٣٠.
وقال الطباطبائي في تفسيره: «إن من أحسن ما ورثناه من ذلك (أي: علم التفسير) كتاب التفسير المنسوب إلى شيخنا العياشي» مقدمة تفسير العياشي ١/ ٤.
(٤) البقرة ٥١.
(٥) ١/ ٤٤.
(٦) هو: محمد بن علي بن الحسين بن موسى الملقب بالصدوق، المتوفى ٣٨١ هـ.
قال عنه المجلسي: «أمره في العلم والفهم، والثقافة، والفقاهة، والجلالة، الوثاقة، وكثرة التصنيف، وجودة التأليف، فوق أن تحيطه الأقلام» مقدمة بحار الأنوار ص ٦٨
(٧) كمال الدين وتمام النعمة ٦٩.

<<  <   >  >>