للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفسقونه، كالخوارج فإن النبي شهد له بأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله

وكذلك حديث المباهلة شركه فيه فاطمة، وحسن، وحسين، كما شركوه في حديث الكساء، فعلم أن ذلك لا يختص بالرجال، ولابالذكور، ولا بالأئمة، بل يشركه فيه المرأة والصبي». (١)

وكذلك ما جاء في حق علي من فضائل في أحاديث أخرى لا يعني اختصاصه بها، كقول النبي في حقه: (أنت مني وأنا منك) (٢)، بل قد تثبت لغيره.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «إن قوله لعلي: (أنت مني وأنا منك) ليس من خصائصه، بل قال ذلك للأشعريين، وقاله لجليبيب وإذا لم يكن من خصائصه بل قد شاركه في ذلك غيره، من هو دون الخلفاء الثلاثة في الفضيلة، لم يكن دالاً على الأفضلية ولا على الإمامة». (٣)

ونظير هذا قول النبي له: (إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) (٤) فهو ليس من خصائصه لأنه ثبت أنه قال مثل هذا للأنصار، فعن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله يقول للأنصار: (لايحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله). (٥)


(١) منهاج السنة ٥/ ٤٢ - ٤٥، وانظر: أيضاً تقرير شيخ الإسلام لهذه المسألة في منهاج السنة ٥/ ١٣ - ٣٦، ٨/ ٤١٩ - ٤٢١.
(٢) أخرجه البخاري في: (كتاب المغازي، باب عمرة القضاء)، فتح الباري ٧/ ٤٩٩، ح ٤٢٥١.
(٣) منهاج السنة ٥/ ٣٠، وقد ذكر شيخ الإسلام هذا الكلام مفصلاً مع ذكر الأدلة عليه المشار إليها هنا قبل ذلك، انظره: في الكتاب نفسه ٥/ ٢٨ - ٢٩.
(٤) أخرجه مسلم من حديث علي : (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان) ١/ ٨٦، ح ٧٨.
(٥) أخرجه مسلم: (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان) ١/ ٨٥، ح ٧٥.

<<  <   >  >>