للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يدعى أنها محصورة فيما نقلته عائشة أو ابن عمر، وهذه كتب السنة وفي مقدمتها الصحيحان تشهد بصحة هذا، فما على طالب الحق إلا أن يرجع إليها ليقف على جلية الأمر بنفسه. ويكفي دلالة على هذا أن ما تقدم نقله من النصوص في فضل أبي بكر

والتي تضمنت أكثر من عشر مناقب هي من خصائص أبي بكر التي لم يشاركه فيها غيره ليست مقصورة في روايتها على من ذكر، بل لم ترو عائشة منها إلا حديثاً واحداً وهو إرادة النبي أن يكتب لأبي بكر كتاباً بالوصية له، والإشارة لاستخلاف أبي بكر ثابتة بأحاديث أخرى من غير طريق عائشة، كحديث جبير بن مطعم في قصة المرأة التي جاءت للنبي فأمرها أن ترجع إليه فقالت: (يارسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر)، وهذا الحديث في الصحيحين (١) وكحديث حذيفة الذي في السنن أن النبي قال: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) (٢)، وأما ابن عمر فقد روى حديثاً واحداً أيضاً في تقديم الصحابة لأبي بكر، ثم لعمر، ثم لعثمان (٣)، وهذا ثابت دون ذكر عثمان، من طريق محمد بن الحنفية

عن أبيه علي بن أبي طالب وأن أفضل الناس بعد النبي أبو بكر ثم عمر. (٤)

وأما بقية الأحاديث فقد رواها عدد من الصحابة منهم علي بن أبي طالب، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن العاص، وأبو الدرداء، وأنس بن مالك، وأبو موسى الأشعري على ما تقدم نقل أحاديثهم آنفاً، كما روى


(١) أخرجه البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي لو كنت متخذاً خليلاً)، فتح الباري ٧/ ١٧، ح ٣٦٥٩، ومسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر) ٤/ ١٨٥٦، ح ٢٣٨٦.
(٢) أخرجه الترمذي في: (كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر) ٥/ ٦٠٩، ح ٣٦٦٢، وابن ماجه: (في المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله ) ١/ ٣٧، ح ٩٧، والحاكم في المستدرك ٣/ ٧٩، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٣/ ٢٣٣، رقم ١٢٣٣، وفي صحيح ابن ماجه ١/ ٢٣، ح ٨٠.
(٣) تقدم تخريجه ص ٤٨٨.
(٤) تقدم تخريجه ص ٤٨٨.

<<  <   >  >>