للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأخذ على أيدي المبتدعة والفسقة، مالم يحصل مثله لعلي، وواجه أبو بكر من المعضلات العظيمة كالفتنة بموت النبي وارتداد كثير من قبائل العرب، والاختلاف في أمر الخلافة، وغيرها من المعضلات التي كان حلها على يد أبي بكر بالعلم والقوة في الحق، مالم يواجه عليا مثلها، فكيف يتصور بعد هذا أن يدعو أبو بكر أوعمر بهذا الدعاء والحال من أمرهما وأمره ما ذكر.

وأما قول الرافضي: إن عمر قال: (لولا علي لهلك عمر).

فهذا القول: إنما نقله عن عمر بعض المؤرخين في قصة المرأة المجنونة التي زنت فأراد عمر رجمها فقال له علي: أما علمت أن القلم رفع عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرأ وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل. فترك عمر رجمها. وجاء في بعض كتب التأريخ: فكان عمر يقول: (لولا عليّ لهلك عمر). (١)

وهذه الزيادة وهي قوله: (لولا علي لهلك عمر) ليست معروفة في الحديث، ولم يذكرها المحدثون الذي رووا هذا الحديث، فإن هذا الحديث أخرجه جمع من المحدثين من عدة طرق

عن علي كأبي داود، والترمذي، وابن ماجه،

والإمام أحمد (٢) ولم ترد هذه الزيادة في شيء من طرق الحديث، هذا وقد جمع ابن حجر طرق الحديث (٣)، وكذا الشيخ الألباني (٤) فذكرا طرقاً أخرى منقولة عن بعض كتب السنة الأخرى، فلم أعثر فيها لهذه الزيادة على ذكر.


(١) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر المطبوع مع الإصابة ٨/ ١٥٧.
(٢) انظر: سنن أبي داود: (كتاب الحدود، باب في المجنون يسرق) ٤/ ٥٥٨ - ٥٦٠، وسنن الترمذي، (كتاب الحدود، باب من لا يجب عليه الحد) ٤/ ٣٢، وسنن ابن ماجه: (كتاب الطلاق، باب طلاق المعتوه والصغير والنائم) ١/ ٦٥٨ - ٦٥٩، والمسند للإمام أحمد ١/ ١١٦، ١١٨، ١٤٠، ١٥٥، ١٥٨.
(٣) انظر: فتح الباري ١٢/ ١٢١.
(٤) انظر: إرواء الغليل ٢/ ٤ - ٧، ح ٢٩٧.

<<  <   >  >>