للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الصحيحين أيضاً أن النبي قال: (قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَّثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم) (١) إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة في فضله والتي لا يتسع المقام لذكرها، وهذا يدل دلالة واضحة أنه كان على الحق والهدى، وأن من تابعه في هديه كان على سبيل الرشاد والفلاح كما أن أهل السنة كذلك لما اتبعوا سنة النبي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عصمهم الله بذلك من الزيغ والانحراف الذي وقع فيه من تنكب طريقهم، وسلك غير مسلكم من أهل البدع الزائغين عن الحق وعلى رأسهم هؤلاء الرافضة المخذولون.

وأبعد من هذا زيغاً وضلالاًمن يذم الأمة ويقدح فيها بمتابعتها لسنة نبيها وخلفائه الراشدين المهديين كما فعل هذا الرافضي الحاقد.

وأما غمزه لعمر في قوله: (حسبنا كتاب) فقد تقدم الرد عليه في

ذلك، عند ذكر حادثه الكتاب الذي أراد النبي كتابته في مرض موته، وبيان الوجهة الصحيحة لقول عمر هذا، وأنه لا مطعن فيه عليه بحمد الله فليراجع في موضعه من البحث. (٢)

وأما قوله: إن السنة لم تدون، وقد روى أهل السنة في صحاحهم أن الرسول منع من كتابة السنة لئلا تختلط بالقرآن، وكذلك فعل أبو بكر، وعمر إبان خلافتيهما فلا يبقى بعد هذا حجة في قولنا: (تركت فيكم سنتي).

فجوابه: أن يقال له إن هذا القول كفر صريح، وطعن قبيح في صاحب الرسالة، ورد عليه في قوله: (تركت فيكم سنتي) كما أنه تكذيب ظاهر لقوله تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ (٣) فإن الذكر


(١) أخرجه البخاري في: (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب)، فتح الباري ٧/ ٤٢، ح ٣٦٨٩، ومسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر ) ٤/ ١٨٦٤، ح ٢٣٩٨.
(٢) انظر: ص ٢٩٠ - ٢٩٣.
(٣) سورة الحجر آية ٩.

<<  <   >  >>