للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموضوع إذا تجرد للحقيقة، فإنه سيجد النص على علي بن أبي طالب واضحاً جلياً كقوله : (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) قال ذلك بعدما انصرف من حجة الوداع، فعقد لعلي موكب للتهنئة، حتى إن أبا بكر نفسه وعمر، كانا من جماعة المهنئين للإمام يقولون: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة». (١)

قلت: ما أقصر حبال الكذب!! وقديماً قالوا: (ومن آفة الكذاب نسيان كذبه).

وقال أبو حاتم: (إن من آفة الكذب أن يكون صاحبه نسياً، فإذا كان كذلك كان كالمنادي على نفسه بالخزي في كل لحظة

وطرفة).

وقال نصر بن علي الجهضمي: (إن الله أعاننا على الكذابين بالنسيان). (٢)

وهذا الرافضي لما اتخذ الكذب مطية له في تقرير معتقده الفاسد

وقع في هذا، وأظهر الله أمره، وكشف ستره، فبينما هو يقرر في

سياق حديثه عن النص على الوصية المزعومة لعلي: إن الصحابة عقدوا لعلي يوم الغدير موكباً مشهوداً للتهنئة بالوصية، وكان في مقدمة المهنئين المبارِكِين: أبو بكر وعمر، اللذان كانا يرددان عبارة (بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة) نجده بعد هذا بصفحات ينسى هذا كله، فيقرر أن هؤلاء الصحابة لم يقبلوا يوم الغدير، ولا في يوم من الأيام النص على علي بالخلافة، بل وقفوا من ذلك موقف المعارض المعاند، وفي مقدمة هؤلاء عمر بن الخطاب، فلعنة الله على الكذابين الظالمين.

وأما قوله: إن علياً وجد صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنة الخ كلامه.

فكلام باطل من أصله: فإن البدع لم تظهر في عهد الشيخين، بل كان


(١) ثم اهتديت ص ١٦١.
(٢) أورد هذه الأقوال ابن حبان في روضة العقلاء ص ٥٢ - ٥٣.

<<  <   >  >>