وأخبرنا عن مخلد بن حمزة عن عبد الملك بن عمير قال: دخل عبد الله ابن الزبير على أمه، أسماء ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما فقال: يا أمه، قد خذلني الناس، فلم يبق معي إلا من ليس عنده من المنع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطونني ما أردت. فما رأيك؟ قالت: يا بني، أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق، وإليه تدعو، فامض على حقك، ولا تمكن غلمان بني أمية من نفسك. فقال: وفقك الله، هذا رأيي، وإني لحسن الظن بربي، فإن هلكت فلا يشتد جزعك علي، فإن ابنك لم يتعمد إتيان دنية، ولا عملاً بفاحشة، ولم يسع بغدر، ولم يجر في حكم، ولم يكن شيء آثر عنده من رضى ربه. اللهم إني لا أقول هذا تزكيةً لنفسي. أنت أعلم بي. ولكن أقوله لتسلو عني.
ويروى أنه خرج فحمل على أهل الشام وهو يتمثل: الطويل
فلست بمبتاع الحياة بسبّةٍ ... ولا مرتقٍ من خشية الموت سلّما
وقال رحمه الله تعالى: الرجز
يا أمّ إن متّ فلا تبكيني ... الدّرع والبيضة لا تنجيني