وتحدث عن عمر بن غياث عن محمد بن حرب قال: كتب إبراهيم بن أبي يحيى إلى بعض الخلفاء يعزيه: أما بعد. فإن أولى من عرف حق الله عليه فيما أخذ منه، من عظم حق الله جل وعز عنده فيما أبقى له. واعلم أن الماضي قبلك الباقي لك، وأن الباقي بعدك هو المأجور فيك، وأن أجر الصابرين فيما يصابون به أعظم من النعمة عندهم فيما يعافون منه.
وقال عمر بن غياث: عزى رجل قوماً فيهم نصراني فقال: مثلي لا يعزيك، ولكن انظر إلى ما زهد فيه الجاهل فارغب فيه.
قال الأصمعي: حدثني معتمر بن سليمان أن أخاً له مات، قال: فكنت أرغب إلى الله عز وجل أن أراه في نومي، فذكرت ذلك لشعيب بن الحبحاب فقال: إن الحزن ينضو عن آدم كما ينضو صبغ الثوب، ولو بقي على ابن آدم قتله.
وقال الأصمعي: سمعت بعض المحدثين يقول: نعي مجزأة بن ثور السدوسي إلى أخيه شقيق بن ثور فكأنه لم ير ذلك فيه، فقال له صاحب البريد: