للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون وقرأ: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.

وأتاه موت محمّد بن يوسف وكان بينهما جمعةٌ، فقال: الطويل

حسبي حياة الله من كلّ ميّتٍ ... وحسبي بقاء الله من كلّ هالك

إذا ما لقيت الله ربّي مسلماً ... فإنّ نجاة النّفس فيما هنالك

وجلس الحجاج للمعزين ووضع بين يديه مرآة، وولى الناس ظهره وقعد في مجلسه، فكان ينظر إلى ما يصنعون، فدخل الفرزدق فلما نظر إلى فعل الحجاج تبسم، فلما رأى الحجاج ذلك منه قال: أتضحك وقد هلك المحمدان فأنشأ يقولك الطويل

لئن جزع الحجّاج ما من مصيبةٍ ... تكون لمحزونٍ أجلّ وأوجعا

من المصطفى والمصطفى من خيارهم ... جناحيه لمّا فارقاه فودّعا

أخٌ كان أغنى أيمن الأرض كلّها ... وأغنى أبنه أمر العراقين أجمعا

جناحا عقابٍ فارقاه كلاهما ... ولو قطّعا من غيره لتضعضعا

سميّا نبيّ الله سمّاهما به ... أبٌ لم يكن عند النّوائب أخضعا

وكتب إليه الوليد يعزيه عن محمد بن يوسف ويحثه على الصبر فكتب إليه: كتب إلي أمير المؤمنين يعزيني عن محمد بن يوسف ويذكر رضاه عنه، ويأمرني بالصبر، وكيف لا أصبر وقد أبقى الله لي أمير المؤمنين؟.

وتحدث المدائني عن يونس بن حبيب قال:

<<  <   >  >>