فزت ورب الكعبة. وكان آخر ما تكلم به أن قال: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.
وقال أبو الحسن عن علي بن مجاهد عن عبد الأعلى بن ميمون بن مهران عن أبيه: إن معاوية قال في مرضه الذي مات فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساني قميصاً فرفعته. وقلم أظفاره يوماً فأخذت قلامتها فجعلتها في قارورة فإذا مت فألبسوني ذلك القميص وقطعوا تلك القلامة واسحقوها وذروها في عيني وفمي ثم أغمي عليه، فقالت ابنته أو امرأة من أهله متمثلة: الطويل
إن مات مات الجود وانقطع النّدى ... من النّاس إلاّ من قليلٍ مصرّد
وردّت أكفّ السّائلين وأمسكوا ... من الدّين والدّنيا بخلفٍ مجدّد
ثم أفاق فقال لمن حضره من أهله: اتقوا الله فإن الله يقي من اتقاه، ولا واقية لمن لا يتقي الله.
وقال عوانة: لما حضرت معاوية الوفاة قال: يوم من ابن الأدبر طويل! ثم تمثل: البسيط
لقد جمعت لكم من جمع ذي حسبٍ ... وقد كفيتكم التّرحال والنّصبا
ثم قال: إنكم لتقلبون حولاً قلباً، إن نجا من كبة النار فهو الرجل.