وقال أحمد بن محمد الخثعمي يرثي إبراهيم بن سعيد الحميري: الخفيف
أيّها النّاعيان من تنعيان؟ ... وعلى من أراكما تبكيان
انعيا الثّاقب الزذناد أبا إس ... حاق ربّ المعروف والإحسان
ارجعا بي إن لم يكن لكما عق ... رٌ إلى لحد قبره فاعقراني
فانضحا من دمي عليه فقد كا ... ن دمي من نداه لو تعلمان
فكأنّا ولم يطل بك عهدٌ ... ما رأيناك عامر الأعطان
بين أدمٍ تدمى، وركبٍ منيخٍ ... وعساسٍ ملتوتةٍ وجفان
صلصل الصّوت في صفائك بالرو ... ب خفيض الكلام في الصفان؟
مسمع القدح من خطار وفودٍ ... وعديم الأتباع يوم الرّهان؟
ليت أنّا فداك إذ فني الطّ ... مّ وفاضت مناهل الحدثان
فغدا ظاعناً يحثّ به النّع ... ش حثيث السّرى وليس بوان
سفرٌ شاسعٌ وحادٍ مجدٌّ ... وقعودٌ باق على الرّقلان
شرب الموت منه محضه دو ... ن حليبها السطور من قحطان؟
أيّها الموت قد نهضت بحملي ... ن من الذّمّ فيه والأضغان
قم بأعلى البقاع من غمدان ... وبسفلى الكثيب من عسفان
هل ترى غير مجلسٍ صخب الأف ... ق بباكٍ ونادبٍ ثكلان
وترى غير ذابلٍ سمهريٍّ ... ركد الزّجّ في مكان السّنان
وترى غير مقرمٍ ناصل النّا ... ب قليل السّموّ في الهدران
وعديمٍ يعبّ في قدح الثّك ... ل هديم الخباء والبنيان