إنّي امرؤٌ أفزعني ما قد نزل ... في الحجر والنّحل وفي السّبع الطّول
فقال له كعب: الرجز
إنّ لها عليك حقّاً يا بعل ... فأوفها الحقّ وصم ثمّ وصلّ
فقال عمر لكعب: اقض بينهما. فقال: نعم، يا أمير المؤمنين، أحل الله للرجل أربعاً، فأوجب لكل واحدة ليلة، فلها في كل أربع ليال ليلة، ويصنع بنفسه في الثلاث ما شاء. فألزمه ذلك. وقال لكعب: اخرج قاضياً على البصرة.
قال أبو العباس: اتصل هذا بخبر الأصمعي.
فلم يزل عليها حتى قتل عثمان. فلما كان يوم الجمل، خرج مع أهل البصرة وفي عنقه مصحف، فقتل هو يومئذ وثلاثة إخوة له أو أربعة. فجاءت أمهم فوجدتهم في القتلى، فحملتهم وجعلت تقول: المتقارب
أيا عين بكّي بدمعٍ سرب ... على فتيةٍ من خيار العرب
فما ضرّهم غير حين النّفو ... س أيّ أميري قريشٍ غلب
وقال أبو الحسن: أخبرني مخبر قال: كتب غيلان إلى رجل من إخوانه أصيب بابنه فجزع عليه: أما بعد. فإن الله أعطاك هبته، وجعل عليك أدبه ومؤنته، وأنت تخشى فتنته، فاشتد بذلك سرورك. فلما قبض الله هبته، وكفاك أدبه ومؤنته، وأمنت فتنته، اشتد لذلك جزعك، فأقسم بالله أن لو كنت تقياً لعزيت على ما هنئت عليه، ولهنئت على ما عزيت عليه.